عجائب الخالق

دب الماء يحطم قوانين التطور

قوانين التطور

هذا الكائن الصغير Tardigrade  يعتبر الأقوى على وجه الأرض حتى الآن.. فهو يقاوم أقسى الظروف التي يمكن تخليها.. فعلى الرغم من صغره (أقل من نصف مليمتر) فإنه قادر على تحمل درجة حرارة تصل إلى أكثر من 150 درجة مئوية.. ويستطيع أن يتحمل برودة تقدر ب 272 درجة تحت الصفر، والسبب أن خلايا هذا الكائن مجهزة بأساليب تمكن الكائن من العودة للحياة بعد تجمد خلاياه! بل يتميز هذا الكائن بوجود مادة تشبه مانع التجمد تمنع تشكل بلورات الثلج الكبيرة والتي قد تفجر الخلية. بل يجعل هذه البلورات تتشكل خارج الخلية.

هذا الكائن مجهز بإمكانيات مذهلة ينفرد عن غيره من المخلوقات.. فإذا ترك هذا الكائن من دون ماء ومن دون هواء لمدة عشر سنوات.. فإنه يموت بشكل مؤقت طيلة هذه السنوات العشر ثم يُبعث إلى الحياة من جديد بمجرد توافر الماء والهواء!!

كما اثبتت التجارب أن هذا الكائن يتحمل كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ويتحمل كميات مفرطة من أشعة غاما القاتلة.. كما يتحمل ضغوطاً هائلة تصل إلى 6000 ضعف الضغط الجوي.. بل إن دب الماء تمكن من العيش في أعمق نقطة في البحر حيث يبلغ الضغط أكثر من 1000 ضعف الضغط الجوي.. عند هذا الضغط تموت معظم الكائنات الحية، وذلك بسبب تمزق جدار الخلية وتكسر شريط د ن ا وتفتت مكونات الخلية.. ولكن دب الماء يستطيع الدخول في حالة من الموت ومن ثم يعود للحياة.

ويصرح العلماء بالحرف الواحد: إننا لا نعرف شيئاً عن هذا المخلوق وليس لدينا أية إجابة عن سر قوته وتركيبه الفريد، وليس لدينا أدنى معلومات عن طريقة تطوره أو نشوئه أو مستقبله!! بل السؤال الذي يتحدى العلماء: لو كان هذا المخلوق قد تطور من مخلوق قبله، كيف اكتسب هذا الكائن مثل هذه الصفات الخارقة؟

بل لماذا لم يتطور هذا المخلوق ويتحول لمخلوق أكثر قوة على الرغم من مرور 500 مليون عام؟ هذا المخلوق يتحدى قوانين التطور المزعومة والتي تقول بأن الطبيعة تختار الأفضل وفق الاصطفاء الطبيعي.. فلماذا لم يتطور هذا الكائن عبر 500 مليون عام ليصبح أكثر كفاءة وقوة ويتحول إلى مخلوقات أخرى مذهلة!

إذاً نحن أمام مخلوق نشأ بشكل مفاجئ قبل 500 مليون عام، ونشأ بكامل قوته وكفاءته وميزاته الخارقة.. وبقي محافظاً على هذه الميزات طيلة مئات الملايين من السنين.. واليوم نستطيع رؤية هذا الكائن الذي لم يخضع لعمليات تطور عبر هذه الملايين من السنين.. بل لم يتطور إلى كائن آخر..

ولذلك أيهما أكثر منطقية: أن نقول إن هذا الكائن تطور عن كائن آخر سبقه دون أي دليل علمي.. ولا نستطيع الإجابة عن عشرات الأسئلة.. أو نقول إن الله خلق هذا الكائن وصمّمه بالشكل الذي يدل على قدرته جل وعلا؟؟ نترك الإجابة لكل عاقل يريد أن يستخدم عقله في التفكير للوصول إلى الحقيقة.. قال تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [غافر: 62].

بقلم عبد الدائم الكحيل

أضف تعليق
زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: