القران الكريم

سورة الفاتحة

الفاتحة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)


(2) {رَبِّ الْعَالَمِينَ } الله هو خالق كل شئ و هو رب الجميع سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين أو يهوداً أو غيرهم فهو الإله

الواحد فاطر السموات و الأرض الذى تكلم الكل عنه وشهدوا بعظمته وعظيم قدرته.

(5) { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } هو إسلوب قصر فى اللغة العربية و معناه أننا لا نعبد أحداً سواك، و العبادة الحقيقية لله تعالى تتجلى فى

عمل الخيرات ورحمة الضعيف وإرساء السلام على الأرض.

(6) { الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } صراط الله المستقيم هو الطريق الذى يوصل الى الله عز وجل و قد عبر عنه القرآن فى قوله تعالى :

” وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “.

و نلاحظ إستخدام الله سبحانه تعبير المفرد وليس الجمع لأنه مع إختلاف البشر فى لغتهم و طرق عبادتهم عبر العصور فإن له

صراطاً واحداً مستقيماً، و الآيات التالية من سورة الأنعام توضح لنا ماهو صراط الله المستقيم الذى أمرنا بإتباعه :

{  قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ –  وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ – وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.

(7) { أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } يتجلى معنى و مفهوم كلمة أنعمت عليهم فى قوله عز وجل :

 { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا }

 فالنعمة الحقيقية ليست فقط تلك النعم المادية و إنما هى فى أعلى درجاتها أن يقترب الإنسان من خالقه و مبدعه و يرى

عظمته و يتأمل فى جماله فتهتز روحه ليصل لدرجة السجود و البكاء و الخشوع لله رب العالمين.

{ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } المغضوب عليهم  هم الذين لم ينعم الله عليهم بنعمة الإقتراب منه، والضالون هم الذين

ضلوا عن طريق الله الذى يأمر بالعدل و الإحسان، وللأسف يظن البعض خطأً أن المغضوب عليهم هم اليهود  وأن الضالين هم

النصارى ” المسيحيون ” و لا يمكن ان يكون هذا المعنى صحيحاً لان هناك الكثير من أنبياء الله من اليهود مثل موسى و هارون

و داود و سليمان فكيف يوصفوا جميعاً بالمغضوب عليهم و لايمكن أيضاً أن يوصف النصارى (أى  المسيحيون ) بالضالين حيث

قال الله فى كتابه العزيز على لسان المسيح عليه السلام :

{ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ }

و لإجل ذلك سموا نصارى فكيف يوصفوا بأنهم جميعهم ضالون؟ و لقد وضح  القرآن ذلك فى قوله تعالى :

{ مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ } ومهما كانت نظرتنا للآخرين سواء كنا نراهم على طريق الحق أم لا فإن الله تعالى وحده

هو صاحب الحق فى حساب البشر كما قال فى الآية :

{ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ  – ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم }.

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: