بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
لَآ أُقۡسِمُ بِہَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ (١) وَأَنتَ حِلُّۢ بِہَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ (٢) وَوَالِدٍ۬ وَمَا وَلَدَ (٣) لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِى كَبَدٍ (٤) أَيَحۡسَبُ أَن لَّن يَقۡدِرَ عَلَيۡهِ أَحَدٌ۬ (٥) يَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالاً۬ لُّبَدًا (٦) أَيَحۡسَبُ أَن لَّمۡ يَرَهُ ۥۤ أَحَدٌ (٧) أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُ ۥ عَيۡنَيۡنِ (٨) وَلِسَانً۬ا وَشَفَتَيۡنِ (٩) وَهَدَيۡنَـٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ (١٠) فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ (١١) وَمَآ أَدۡرَٮٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوۡ إِطۡعَـٰمٌ۬ فِى يَوۡمٍ۬ ذِى مَسۡغَبَةٍ۬ (١٤) يَتِيمً۬ا ذَا مَقۡرَبَةٍ (١٥) أَوۡ مِسۡكِينً۬ا ذَا مَتۡرَبَةٍ۬ (١٦) ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ (١٧) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ (١٨) وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا هُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ (١٩) عَلَيۡہِمۡ نَارٌ۬ مُّؤۡصَدَةُۢ (٢٠)
(1) {لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ} أى مكة و {لَا أُقْسِمُ} أى أقسم فلا هنا تسمى لا الزائدة مثل {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ – وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} أى أقسم.
و منها قول الشاعر
تذكرت ليلى فأعترتنى صبابةٌ و كاد صميم القلب لا يتصدع
و يعنى التعبير”لا يتصدع” أنه كاد أن يتصدع.
و يرى البعض أن مفهوم الآية هو أن الله لا يقسم أو يرفض أن يقسم بمكة طالما كان دم محمد عليه السلام محللٌ فيها ( أى حلال لأى إنسان أن يقتله).
(2) {وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ} أى مٌستحل مالك ونفسك، وللأسف الشديد فإن بعض من يتشدقون بأنهم من أتباع الإسلام – و الإسلام براء منهم – يفعلون نفس الجريمة الشنعاء مثل كفار مكة فيستحلون أموال الناس وأنفسهم وأعراضهم إن خالفوهم فى الفكر و العقيدة وهؤلاء المجرمون الأشقياء قد باءوا بغضب من الله فمن هم لكى يحرموا الناس من حرية العقيدة و الفكر بعد أن قال الله {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} وهل نصبوا أنفسهم آلهة يحاسبون غيرهم من البشر فيحددون لنا من هم أهل الجنة ومن هم أهل النار؟ فى حين أن الرسول نفسه ليس من حقه ذلك فهو لا يدرى ماذا سيفعل به وبالآخرين {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} فهل هم أعلم من رسول الله؟ وحين نقرأ هذه الآية {وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ} ندرك أن من يُحل دماء الناس وأموالهم هو لا يفرق شيئاً عن كفار مكة الذين كانوا يفعلون نفس الشئ مع من يخالفهم العقيدة.
(8-10) يدعونا القرآن فى هذه الآيات للتأمل فى عظمة الله وفى خلق السماوات والأرض.
(11-18) يعرض لنا القرآن هنا مفهوماً مغزاه أن الإنسان بينه وبين دخول الجنة عقبة أى عائق لا يستطيع تجاوزه إلا بالآتى :
1- أن يفك رقبة أى أن يحرر إنساناً من الرق والعبودية.
2- أن يطعم فى يوم شديد الهول {يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} طفلاً يتيماً أو مسكينا شديد الفقر ثم أوضح القرآن لنا أنه حتى ذلك لا يكفى لتجاوز العقبة التى تمنع الإنسان من دخول الجنة حتى يتصف بثلاث صفات :
الإيمان و الصبر و الرحمة فى قلبه { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ }، ونرى هنا أهمية أن يكون فى قلبه رحمه بالآخرين فهو شرط لدخول الجنة.
(19) {وَالَّذِينَ كَفَرُوا} هم كفار مكة الذين ذكرهم الله فى بداية السورة و الذين إستحلوا دم الرسول عليه السلام { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ}، ويذكرنا فعل هؤلاء الكافرين من مشركى مكة بما يفعله البعض فى عصرنا الحالى تحت شعار “التكفير و الإستحلال”.