القران الكريم

سورة الشّورى

الشّوریٰ

بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

حمٓ (١) عٓسٓقٓ (٢) كَذَٲلِكَ يُوحِىٓ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (٣) لَهُ ۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِ‌ۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِىُّ ٱلۡعَظِيمُ (٤) تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَٲتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّ‌ۚ وَٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّہِمۡ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِى ٱلۡأَرۡضِ‌ۗ أَلَآ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (٥) وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيۡہِمۡ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡہِم بِوَكِيلٍ۬ (٦) وَكَذَٲلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِيًّ۬ا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ يَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَيۡبَ فِيهِ‌ۚ فَرِيقٌ۬ فِى ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٌ۬ فِى ٱلسَّعِيرِ (٧) وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمۡ أُمَّةً۬ وَٲحِدَةً۬ وَلَـٰكِن يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحۡمَتِهِۦ‌ۚ وَٱلظَّـٰلِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِىٍّ۬ وَلَا نَصِيرٍ (٨) أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِيَآءَ‌ۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِىُّ وَهُوَ يُحۡىِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ۬ قَدِيرٌ۬ (٩) وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَىۡءٍ۬ فَحُكۡمُهُ ۥۤ إِلَى ٱللَّهِ‌ۚ ذَٲلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّى عَلَيۡهِ تَوَڪَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ (١٠) فَاطِرُ ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٲجً۬ا وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ أَزۡوَٲجً۬ا‌ۖ يَذۡرَؤُكُمۡ فِيهِ‌ۚ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَىۡءٌ۬‌ۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١١) لَهُ ۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ۖ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ‌ۚ إِنَّهُ ۥ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ۬ (١٢)


(3) {كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ} توضح الكثير من آيات القرآن أن الوحى الإلهى للرسول هو من نفس القبس والنور الذى أوحى الله به لجميع رسله وأنبيائه، وقال القرآن أيضاً { مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ }, وقال {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا} ليؤكد على هذا المعنى، فالمتأمل فى وحى الله الى أنبيائه يرى بوضوح أن هناك مبادئ  ثابتة إتفقت عليها جميع رسالات الله وكتبه وتشمل الإيمان بوجود خالق للكون وعمل الصالحات والخير للناس والإيمان بيوم الحساب وعلى مستوى التطبيق الفعلى فإن وصايا الله لنوح عليه السلام والمشار إليها فى الآية السابقة توضح الأسس والمبادئ التى أرادها الله للبشرعبر رسالاته وهذه الوصايا هى : – الإيمان بوجود خالق للكون – محبة الله الواحد وتقديس إسمه – إحترام النفس البشرية – إحترام حقوق الآخرين وممتلكاتهم – الحفاظ على الأسرة –– الرحمة بجميع المخلوقات حتى الحيوان – إقامة العدل فى المجتمع. 

(5) {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ} تدل هذه الآية على رحمة الله تعالى فحتى ملائكته تطلب الغفران لنا، وقد وصف الله تعالى نفسه بأنه الغفور الرحيم وهو المعنى الذى نراه فى الكثير من آيات القرآن مثل {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}, {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}, {غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ}, {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}, {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}, {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

(7) {أُمَّ الْقُرَى} قيل إنها مكة .

(8) {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} توضح لنا الآية أن مشيئة الله هى وجود الإختلاف والتنوع بين البشر، فقد كان الله قادراً كما قال أن يجعلنا أمة واحدة منذ البداية، ووصف القرآن البشر بأنهم إما فريق سيدخلهم فى رحمته {يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} وفريق آخر وهم “الظالمون” الذين ليس لهم ولى ولا نصير {وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}، فالإنسان إما أن يكون فى الفريق الأول وهم صانعو السلام وفاعلو الخير الذين يستحقون رحمة الله أو يكونوا من الظالمين الذين يستوجبون العقاب الإلهى.

 ونلاحظ فى قوله تعالى {يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} وكأن الله يقول أنه ليس من حقك يا محمد وليس لأى بشر أن يحدد من  سيدخل ومن لن يدخل فى رحمة الله، ونرى بعض  السفهاء يجلسون على أريكتهم يقولون أن فلاناً أو فلانة هم من أهل النار وقد نصَّب هؤلاء أنفسهم آلهة من دون الله وكأنهم يقولون أن مشيئتهم هم وليس مشيئة الله هى التى ستقرر من يدخل فى رحمته، ويا له من تطاول على الله سبحانه وتعالى أن يظن أحد أن من حقه أن يتدخل فى المشيئة الألهية بعد أن قال {يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} فهى مشيئته وليست مشيئتنا، فلستَ أنت ولا أنا هو من يقرر من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار فهذا هو قرار صاحب الشأن الأوحد فى ذلك وهو الله رب العالمين.


۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحً۬ا وَٱلَّذِىٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَٲهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ‌ۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ‌ۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِ‌ۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِىٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَہۡدِىٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ (١٣) وَمَا تَفَرَّقُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَہُمۡ‌ۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٌ۬ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰٓ أَجَلٍ۬ مُّسَمًّ۬ى لَّقُضِىَ بَيۡنَہُمۡ‌ۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَفِى شَكٍّ۬ مِّنۡهُ مُرِيبٍ۬ (١٤)


(13) {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا} حين نقرأ هذه الآية نتساءل يا ترى ما هى الوصايا التى أوصى بها الله لعبده نوح، وقيل أن نوحاً عليه السلام أوحى إليه سبع مبادئ للإنسانية جمعاء وهذه المبادئ هى وصايا نوح على المعانى التالية : – الإيمان بوجود خالق للكون – محبة الله الواحد وتقديس إسمه – إحترام النفس البشرية – إحترام حقوق الآخرين و ممتلكاتهم – الحفاظ على الأسرة –– الرحمة بجميع المخلوقات حتى الحيوان – إقامة العدل فى المجتمع.  

  فهذه الوصايا هى غاية الدين كله من وقت نوح عليه السلام {مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا} الى وقت محمد عليهما الصلاة والسلام {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} وما أوحى به الى كل الأنبياء والمرسلين {وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ}.

فهذه المبادئ هى جوهر الدين الواحد الذى أمرنا الله تعالى أن نتفق جميعاً عليه ولا نتفرق عنه {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} أى كبُر وصعُبَ عليهم قبول هذه الوصايا السبع التى أمر الله بها نوحاً ومحمداً و سائر الأنبياء والمرسلين عليهم جميعاً سلام الله.


فَلِذَٲلِكَ فَٱدۡعُ‌ۖ وَٱسۡتَقِمۡ ڪَمَآ أُمِرۡتَ‌ۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ‌ۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن ڪِتَـٰبٍ۬‌ۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُ‌ۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ‌ۖ لَنَآ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُڪُمۡ‌ۖ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ‌ۖ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَا‌ۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ (١٥) وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِى ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ٱسۡتُجِيبَ لَهُ ۥ حُجَّتُهُمۡ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّہِمۡ وَعَلَيۡہِمۡ غَضَبٌ۬ وَلَهُمۡ عَذَابٌ۬ شَدِيدٌ (١٦) ٱللَّهُ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ وَٱلۡمِيزَانَ‌ۗ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ۬ (١٧) يَسۡتَعۡجِلُ بِہَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِہَا‌ۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡہَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّ‌ۗ أَلَآ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فِى ٱلسَّاعَةِ لَفِى ضَلَـٰلِۭ بَعِيدٍ (١٨) ٱللَّهُ لَطِيفُۢ بِعِبَادِهِۦ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ‌ۖ وَهُوَ ٱلۡقَوِىُّ ٱلۡعَزِيزُ (١٩) مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأَخِرَةِ نَزِدۡ لَهُ ۥ فِى حَرۡثِهِۦ‌ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡہَا وَمَا لَهُ ۥ فِى ٱلۡأَخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ (٢٠) أَمۡ لَهُمۡ شُرَڪَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُ‌ۚ وَلَوۡلَا ڪَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِىَ بَيۡنَہُمۡ‌ۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ۬ (٢١) تَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا ڪَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡ‌ۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فِى رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِ‌ۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡ‌ۚ ذَٲلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ (٢٢) ذَٲلِكَ ٱلَّذِى يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ‌ۗ قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِى ٱلۡقُرۡبَىٰ‌ۗ وَمَن يَقۡتَرِفۡ حَسَنَةً۬ نَّزِدۡ لَهُ ۥ فِيہَا حُسۡنًا‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ۬ شَكُورٌ (٢٣) أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبً۬ا‌ۖ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخۡتِمۡ عَلَىٰ قَلۡبِكَ‌ۗ وَيَمۡحُ ٱللَّهُ ٱلۡبَـٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَـٰتِهِۦۤ‌ۚ إِنَّهُ ۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ (٢٤) وَهُوَ ٱلَّذِى يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ (٢٥) وَيَسۡتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضۡلِهِۦ‌ۚ وَٱلۡكَـٰفِرُونَ لَهُمۡ عَذَابٌ۬ شَدِيدٌ۬ (٢٦) ۞ وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ۬ مَّا يَشَآءُ‌ۚ إِنَّهُ ۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٌ۬ (٢٧) وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُ ۥ‌ۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِىُّ ٱلۡحَمِيدُ (٢٨) وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ۬‌ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ۬ (٢٩) وَمَآ أَصَـٰبَڪُم مِّن مُّصِيبَةٍ۬ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٍ۬ (٣٠) وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ فِى ٱلۡأَرۡضِ‌ۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّ۬ وَلَا نَصِيرٍ۬ (٣١) وَمِنۡ ءَايَـٰتِهِ ٱلۡجَوَارِ فِى ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ (٣٢) إِن يَشَأۡ يُسۡكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظۡلَلۡنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهۡرِهِۦۤ‌ۚ إِنَّ فِى ذَٲلِكَ لَأَيَـٰتٍ۬ لِّكُلِّ صَبَّارٍ۬ شَكُورٍ (٣٣) أَوۡ يُوبِقۡهُنَّ بِمَا كَسَبُواْ وَيَعۡفُ عَن كَثِيرٍ۬ (٣٤) وَيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ فِىٓ ءَايَـٰتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ۬ (٣٥) فَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَىۡءٍ۬ فَمَتَـٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا‌ۖ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٌ۬ وَأَبۡقَىٰ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّہِمۡ يَتَوَكَّلُونَ (٣٦) وَٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَـٰٓٮِٕرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٲحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمۡ يَغۡفِرُونَ (٣٧) وَٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّہِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَہُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ (٣٨) وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَہُمُ ٱلۡبَغۡىُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ (٣٩) وَجَزَٲٓؤُاْ سَيِّئَةٍ۬ سَيِّئَةٌ۬ مِّثۡلُهَا‌ۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُ ۥ عَلَى ٱللَّهِ‌ۚ إِنَّهُ ۥ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٤٠) وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ مَا عَلَيۡہِم مِّن سَبِيلٍ (٤١)


(15) المؤمن بالله حقاً يتصف تبعاً لهذه الآية بثلاثة صفات وهى أن يؤمن بالكتب المنزّلة على الرسل السابقين {آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ}  وأن يعدل بين الناس جميعاً {وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ}  وأن يعرف أن الله تعالى هو رب الجميع  {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} وإن إختلفت أسماؤه عند الشعوب نظراً لإختلاف اللغات والمفاهيم،. وجدير بالذكر أن قوله {لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} تفيد أنه ليس من حقنا كبشر محاسبة غيرنا وأن الله و حده هو صاحب الحق فى الحكم على البشر ومحاسبتهم.

(16) {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ} قيل أن هذه الآية نزلت فى بعض مشركى مكة  الذين كانت حجتهم فى رفض الدين أنهم أغنياء وأن أتباع الرسول كانوا فقراء فقالوا {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} فنزلت فيهم هذه الآية.

(20) {وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا} تشير الى هؤلاء الذين أستهوتهم الدنيا لدرجة أنهم نسوا حساب الآخرة وظهر ذلك فى أعمالهم الشريرة وجرائمهم فى حق الآخرين و فى ظلمهم و هؤلاء ما لهم فى الآخرة من نصيب، فمن كان يريد حرث الآخرة فأعماله تدل على ذلك فهو يسارع فى الخيرات ويكرم اليتيم ويرحم الضعيف ويمد يده بالعون الى المحتاج  ويخفف من آلام البشر من حوله وقد وعد الله هؤلاء بأن يبارك لهم فى أعمالهم { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ}.

(22) {الظَّالِمِينَ} يوجه الله تعالى دائماً نظرنا الى خطورة الظلم و يذكر لنا لحظات حساب الظالمين فمن ظلم إنساناً أو قهر يتيماً فلا ينتظر إلا أن يواجه تلك اللحظة المذكورة فى الآية {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا}.

(37) { كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ } مثل القتل وإستباحة الأموال والأعراض وإهلاك الحرث والنسل وغيرها من الجرائم التى تروع المجتمع.

(38) {وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ} يضع القرآن الكريم لنا أسس التعامل بالقوانين الخاصة بالمجتمع والتى تنظم  العلاقة بين الأفراد داخله، وقد أقر القرآن مبدأ الشورى وهو إشتراك الناس من خلال المشاورة فى صناعة القرارات التى تمس أمورهم فى التعاملات  مثل التعاملات الإقتصادية والبنكية والإجتماعية والتنظيمية وغيرها، فما يراه المجتمع صالحاً له اليوم قد يتغيرغداً ولذا فعلينا أن نفرق بين الأمور العقائدية الثابته مثل وجود الله و حساب الآخرة و بين بعض القواعد التنظيمية للمجتمع التى تختلف بإختلاف الزمان والمكان، وقد تجلى ذلك فى قول  الرسول حين قال ” أنتم أعلم بشئون دنياكم ” وقد رأينا كيف أن عمر بن الخطاب أوقف بمنتهى البساطة العمل بحد السرقة لانه وجده لا يتناسب مع ظروف المجتمع فى وقت من الأوقات.

(40) يدعونا القرآن دائماً للعفو عن الآخرين فالإنسان قد يكون من حقه أن يجازى السيئة بمثلها ولكنه يصبح أكثر وأعظم قدراً عند الله تعالى إن عفا {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} و{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ}, {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}، أما الدرجة التى تعلو على ذلك فهو الرد على الإساءه بالإحسان {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ}, {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ}.


إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظۡلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبۡغُونَ فِى ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ‌ۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ۬ (٤٢) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٲلِكَ لَمِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ (٤٣) وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ ۥ مِن وَلِىٍّ۬ مِّنۢ بَعۡدِهِۦ‌ۗ وَتَرَى ٱلظَّـٰلِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ يَقُولُونَ هَلۡ إِلَىٰ مَرَدٍّ۬ مِّن سَبِيلٍ۬ (٤٤) وَتَرَٮٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَـٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِىٍّ۬‌ۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَـٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَہُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ‌ۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِى عَذَابٍ۬ مُّقِيمٍ۬ (٤٥) وَمَا كَانَ لَهُم مِّنۡ أَوۡلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ‌ۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ ۥ مِن سَبِيلٍ (٤٦) ٱسۡتَجِيبُواْ لِرَبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِىَ يَوۡمٌ۬ لَّا مَرَدَّ لَهُ ۥ مِنَ ٱللَّهِ‌ۚ مَا لَكُم مِّن مَّلۡجَإٍ۬ يَوۡمَٮِٕذٍ۬ وَمَا لَكُم مِّن نَّڪِيرٍ۬ (٤٧) فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَـٰكَ عَلَيۡہِمۡ حَفِيظًا‌ۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُ‌ۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِنَّا رَحۡمَةً۬ فَرِحَ بِہَا‌ۖ وَإِن تُصِبۡہُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ كَفُورٌ۬ (٤٨) لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ‌ۚ يَہَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَـٰثً۬ا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ (٤٩) أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانً۬ا وَإِنَـٰثً۬ا‌ۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًا‌ۚ إِنَّهُ ۥ عَلِيمٌ۬ قَدِيرٌ۬ (٥٠)


(42) {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} جعل الله ظلم الناس والبغى فى الأرض بغير الحق (مثل جرائم الإعتداء على الآمنين) هو السبب الرئيسى فى إستحقاق غضب الله وعذابه.

(44-47) {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} نرى مرة أخرى كيف يعتبر القرآن الظلم واحداً من أبشع الجرائم التى يفعلها الإنسان فقد قال الله تعالى {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}, {وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} ولا يُقبل إيمان الإنسان إلا إذا كان غير مصحوب بظلم {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}، فعلى كل واحد منا أن يراقب ويراجع أعماله وتصرفاته حتى لا يظلم أى إنسان، فقد يكون ظلمه لإنسان واحد هو السبب فى دخوله جهنم.

(48) {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ}  تعبير {إِنْ عَلَيْكَ} هو أسلوب قصر أى أن وظيفة الرسول فقط هى إبلاغ الرسالة {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.

(49-50) الله هو الخالق البارئ المصور الذى يصور ما فى الأرحام وهو وحده الذى كما ذكرت الآية {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ} فعلى الإنسان أن يحمد الله على أى ذرية صالحة منحها الله له سواء أكانت إناثاً أوذكوراً فالكل عند الله سواء، ونذكر هنا كيف وصف القرآن  الكريم هؤلاء المجرمين الذين كانوا يشتاطون غضباً إذا منحهم الله أطفالاً إناثاً فقال فيهم {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ *يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }.


۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآىِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولاً۬ فَيُوحِىَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُ‌ۚ إِنَّهُ ۥ عَلِىٌّ حَڪِيمٌ۬ (٥١) وَكَذَٲلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحً۬ا مِّنۡ أَمۡرِنَا‌ۚ مَا كُنتَ تَدۡرِى مَا ٱلۡكِتَـٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلۡنَـٰهُ نُورً۬ا نَّہۡدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَا‌ۚ وَإِنَّكَ لَتَہۡدِىٓ إِلَىٰ صِرَٲطٍ۬ مُّسۡتَقِيمٍ۬ (٥٢) صِرَٲطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِى لَهُ ۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِ‌ۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ (٥٣)


(51) يكلم الله تعالى عباده بواحدة من هذه الوسائل :

 – الوحى الإلهى المباشر : كما فعل مع يوسف وهو صغير فى البئر {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} وكما أوحى الى أم موسى {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ}.

الكلام من وراء حجاب : كما كلم الله كليمه موسى {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.

الحديث الإلهى مع البشر: بأن يرسل الله تعالى رسولاً الى عباده فيوحى إليهم بما يشاء كما حدث مع محمد عليه السلام حينما جاءه جبريل بالوحى { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ *عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} وكما حدث للعذراء مريم حينما بشرت بكلمة الله وروح منه اسمه المسيح أبن مريم {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا }.

أضف تعليق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: