بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِى يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ (١) فَذَٲلِكَ ٱلَّذِى يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ (٢) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ (٣) فَوَيۡلٌ۬ لِّلۡمُصَلِّينَ (٤) ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِہِمۡ سَاهُونَ (٥) ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ (٦) وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ (٧)
(1-3) تشرح هذه الآية مفهوم القرآن للتكذيب بالدين فكما وصفت الآيات المكذب بالدين أنها هو الذى {يَدُعُّ الْيَتِيمَ} ولا يحض على طعام المسكين.
(4) نلاحظ أن القرآن وصف هؤلاء الناس بأنهم مصلون فقال {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} ولم يقل ويل لغير المصلين فهو لم ينكر عليهم أنهم يصلون ثم قال القرآن {صَلَاتِهِمْ} أى أن لهم صلاة فهم ساهون عن صلاتهم التى أدوها فبدلاً من أن تنهاهم صلاتهم عن فعل الشر وتدعوهم الى فعل الخير فقد صلوا ولكن صلاتهم لم تنههم عن فعل الشر ولم تأمرهم بعمل الخير, فهم قد سهوا و تناسوا معنى الصلاة الحقيقى ولذا عاتبهم القرآن بقوله أنهم عن صلاتهم ساهون فهم مصلون ولكنهم عن صلاتهم ساهون ويؤكد ذلك المفهوم قوله تعالى فى الآية التالية { الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} أى يقومون بأداء الشعائر أمام الناس رياءاً لهم. وذلك يؤكد لنا أن الصلاة ليست مجرد أداء حركات وطقوس فهى إن لم تؤد الى تغيير فكر ووجدان الإنسان فتجعله مصدراً للخير والعطاء فلا قيمة لها فالقرد يستطيع أن يحرك جسده بالركوع والسجود ولكن ذلك لا يعنى أن تلك صلاة مقبولة عند الله تعالى.