بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
تَبَّتۡ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ۬ وَتَبَّ (١) مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُ ۥ وَمَا ڪَسَبَ (٢) سَيَصۡلَىٰ نَارً۬ا ذَاتَ
لَهَبٍ۬ (٣) وَٱمۡرَأَتُهُ ۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ (٤) فِى جِيدِهَا حَبۡلٌ۬ مِّن مَّسَدِۭ (٥)
تتكلم السورة عن أبى لهب وزوجته وهما من كفار مكة الذين عذبوا الرسول وآذوه، ونتعلم من ذلك أن إيذاء إنسان مسالم لأنه يدعو لشئ لا نؤمن به – كما فعل أبو لهب مع الرسول – هو جريمة عند الله تعالى لأنه قهر لهذا الإنسان ولحريته فى الفكر و العقيدة، ولايشفع لأحد أن يظن أنه مسموح له أن يقهر من يخالفه فى الفكر لأنه على الحق وصاحب الفكر الآخر على الباطل، فقد كان أبو لهب وكفار مكة يظنون أنهم على الحق وأن محمداً على الباطل, وقد كان فرعون يظن أنه على الحق وأن موسى هو الذى على الباطل :
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }.
و لذا فقد جعل القرآن الكريم حلاً لهذه المشكلة , فإن كنت أنت على الحق وغيرك على الباطل فليس من حقك إكراهه {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} أو إجباره على فكرك {وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ}, وليس من حقك أن تصدر الحكم عليه {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ} أوتحاسبه فالله هو وحده صاحب الحق فى ذلك {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم }.