آراء حرة

من يدعم الإرهاب؟

إرهاب الجماعات الإسلامية المتطرفة

في العقود الماضية رأينا ورأى كثيرون إرهاب الجماعات الإسلامية المتطرفة يأخذ العديد من الصور. فرأينا تفجيرات عملاقة على غرار الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية، ورأينا تفجيرات انتحارية في لندن وأسبانيا وفرنسا، ورأينا عشرات آلاف من الأبرياء يتم ذبحهم بأيدي الإرهابيين في العديد من بقاع العالم.

ويتجلى أمامنا أهم سؤال هنا، ألا وهو من يدعم هذا الإرهاب ومن يساعده على الانتشار؟

الرد السهل على هذا السؤال هو أن من يدعم   الإرهاب هم هؤلاء الذين يدعمونه مالياً ولوجستياً بمساعدة الإرهابيين على الحصول على سلاح ومعلومات تساعدهم على عمل العمليات الإرهابية!

ومما لا شك فيه أن الدعم المالي واللوجيستي للإرهابيين هو أحد وسائل دعم الإرهاب ولكن الحقيقة المرة هي أن هؤلاء يقومون بدور في دعم الإرهاب ولكن هناك آخرون يقومون بدور ربما كان أكثر خطورة من هذا النوع من الدعم.

فكل من يدعم ويروج الفكر الداعي للإرهاب مثل ما جاء في حديث البخاري “أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم”، أو حديث “لقد جئتكم بالذبح”، أو مبدأ قتل إنسان بحكم الردة أو قتل إنسانة أو إنسان بحد الرجم – يدعم مبدأ الوحشية التي تفرخ وتنتج الإرهاب! ومن الجدير بالذكر هنا أن ما ذكره البخاري في هذا الشأن يتعارض تماما مع صريح القرآن الكريم والذي أعلن بوضوح عن حرية الفكر والعقيدة كما قال في محكم آياته ” فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ” (سورة الكهف آية 29).

كل من أصدر فتاوى تبيح قتل المفكرين مثل فتوى الغزالي التى أباحت للمتطرفين قتل شهيد الكلمة والفكر الراحل فرج فودة هو أيضاً أحد داعمي الإرهاب

وبالإضافة إلى ماسبق فإن من يروج أويقبل قتال غير المسلمين على الإسلام أو الجزية أو القتل ويستبيح سبي النساء بإسم الإسلام يدعم الإرهاب! وكل من بجعل حرمة دم المسلم في منزلة أعلى من حرمة دم المسيحي أو اليهودي أو غير المسلم أياً كان دينه – فهو يضع أحد الأسس الفكرية التي تنتج الإرهاب.

من لايدعم تغيير الفكر والمناهج التعليمية التي تحارب الفكر المتطرف وتدعوا لقبول الآخر وتنشر مبادئ الخير والرحمة والإنسانية هو أيضاً – ولو بصورة غير مباشرة- يدعم الإرهاب!

وكل من يؤيد شيوخ التطرف وأفكارهم يشارك أيضاً في جريمة دعم الإرهاب. وكل من يضطهد المصلحين والمفكرين الدينيين مثل المستشار أحمد عبده ماهر وإسلام البحيري والراحل نصر حامد أبو زيد وغيرهم ممن يريدون عرض مفهوم جديد للإسلام يقاوم به التطرف والعنف والكراهية – هو في حقيقة الأمر يدعم الإرهاب!

وكل من أصدر فتاوى تبيح قتل المفكرين مثل فتوى الغزالي التى أباحت للمتطرفين قتل شهيد الكلمة والفكر الراحل فرج فودة هو أيضاً أحد داعمي الإرهاب. فلولا هذه الفتوى لما قتل فرج فودة!

وكل من يرفض إصدار فتوى أو فتاوى ردة أوأحكام ردة بحق الإرهابيين – مثل داعش وغيرها – هو أيضاً يدعم الإرهاب!

وكل من يصمت ولا يدين العمليات الوحشية والهمجية باسم الدين مثل إلقاء مواد حارقة على غير المحجبات ومثل قتل المثليين بوحشية ومثل قبول العنف ضد المرأة وضربها بإسم الشريعة – يساعد بصورة أو بأخرى على خلق فكر العنف الذي يغذي فكر الإرهاب

وبالإضافة إلى كل هؤلاء فإن من لايدعم تغيير الفكر والمناهج التعليمية التي تحارب الفكر المتطرف وتدعوا لقبول الآخر وتنشر مبادئ الخير والرحمة والإنسانية هو أيضاً – ولو بصورة غير مباشرة- يدعم الإرهاب!

وأخيراً وليس آخراً، فإن من يمجد الفكر المتطرف ويباركه على شبكات الإعلام أو في الصحف فهو الآخر يشارك في عملية دعم الإرهاب. ولا أقصد بهذا السياق أي شيء غير إثارة انتباه البعض أو الكثيرين إلى أن عملية دعم الإرهاب لا تقتصر فقط على دعم الإرهابيين بالمال والعتاد، بل أن لها عدة صور تحتاج أن نراجع أنفسنا حتى لا نكون من داعمي الإرهاب ونحن لا ندري!

ومعرفة النقاط السابقة له أهمية خاصة إذا ما أردنا مواجهة الإرهاب في جميع محاوره وليس فقط في بعده المالي أو اللوجيستي.

المقالة من موقع قناة الحرة – من زاوية أخرى

أضف تعليق
بقلم د. توفيق حميد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: